الخميس، 13 نوفمبر 2008

|| كفى حزنا ||

ما لهذه الساعة السخيفة ،، تمشي ببطئ
كيف تتجرأ أن تبقى مشيرة لهذا الوقت
كل هذا الوقت
تحركي
تغيري
افعلي شيئا
كفاك قسوة
كفاك حزنا
آه لظى الحزن يشعل في القلب جمرة
لا زلت اتذكر
اتذكر جيدا
لم يخبرني احد بأنه مات
وحدها عيني شاهدت ذلك
وحده قلبي حس بذلك
لكم كان ملائكيا
كم كان مطمئنا
والدي
لم أرَ يوما أخوتي يبكون هكذا
لم أرَ يوما أمي تحزن هكذا
لازلت أتذكر
لم تكن تصرخ
لم تكن تبكي بقسوة
كانت تنادي بصمت شديد شديد شديد
ما سمعته
أنها قالت لأحدهم
شيلو حسين لا يتمدد على قبر أبوه
ولا أتذكر أنني بكيت
بقيت في ذلك اليوم صامتة
لم أذرف أي دمعة
ولم أذرفها إلا حينما جاء المساء
أدركت أنك لم تعد هنا
أدركت أن ذلك الكرسي أصبح فارغا
وسريرك فارغا
كل شيء فارغ في هذا البيت
ما خلا أشباح حزن تحيط به من هنا وهناك
والدي
لا أتذكر أنني حزنت كهذا اليوم
لِمَ الحزن يرافقنا ؟!
لِمَ يكبر معنا ؟
كنت أتصور بأنني سأنسى
أو ربما لن أنسى ولكن وقع موتك سيهدأ
لكنه يزيد
يا والدي يزيد
في كل يوم
أفتح عيني
أحس بنبضك الدافئ
أحس بحاجتي إليك
اليوم ،،
أهالوا التراب عليك والدي
اليوم ،،
رحت إلى تلك المقبرة
أبحث هنا وهناك عن قبر جديد
ولهول ما كنت فيه
لم أعرف أين قبرك والدي
وبقيت أجول بتلك المقبرة
أجول و أجول
لم أصل في النهاية إليك
لأنني لم أقتنع بعد برحيلك
أبي
في هذا اليوم
كفنوك بذلك البياض
بياض كُتِب عليه دعاء الجوشن بتربة الحسين
لكم أتذكر كيف كنت تتهئ لهذا اليوم
مسحت بتلك القطعة أرجاء كل المناطق الطاهرة
والدي ،،
وأعلم أن تلك الدنيا أفضل من هذه
فنم قرير العين هناك
ولتحرسك ملائكة الله هناك
والدي ،،
وأبعث سلامي لهم ،،
لمن رحلوا
وتركوا بالقلبة حرقة وحرارة
إلى جدي
إلى جعفر
وليلى
وأميرة
وإلى كل من رحل
لروحهم رحم الله من يقرآ المباركة الفاتحة

ليست هناك تعليقات: