الثلاثاء، 2 مارس 2010

إِنّهَا سَامِرَاء ،،

إِنّهَا سَامِرَاء ،،
فُصولُ قِصَةٍ قَدْ رَوْيْتهَا ونَشْرْتَهَا هُنَا وهُنَاكْ ،،
فِي 2009 حِينَ عُدْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِراقْ بَقَتْ صُوَر الْعِرَاق كٌلَهَا فِي مُخَيّلَتِي ،،
تُرَافِقُنِي بِطَريقَةٍ غَرِيبَة ،،
الْحَضْرَة الكَاظِميِة ،،
المَكَان الذي أَسِرَنِي مِنَ الأَعْمَاق ،،
و العُشْقُ الْذي طَرَقَ قَلْبِي وَدَخَلَ مِنْ دُونِ اسْتِئذَان لِهَذَا المَكَانْ
الْعَبَاس ،، الْحُسَينْ ،، المدرسة الحسينية ،، المكتبة العباسية ،، مسجد الكوفة ،،
السَهْلة كُمَيل والوائلي و أجواء وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله )
كل ما ذَكَرْتَ كَانَ مِنْ أَرْوعِ مَا رَأَيْت في أَرض الْعَراق ،،
بَقِيَت بُقْعَتَانْ ،،
الْنَجَفْ ،، وسَامِراء ،،
الأُولَى صُعِقْتُ بِالْصَحنْ الْعَلَوي الْمُطَهَرْ وبِمَدَى بَسَاطَتِهْ ،،
إلَا أَنَ صُورة سَامرَاء قَدْ غَطّت عَلى كُلِ مَارأَيتْ في صَحْنِ الأَمير ،،
بَقِيَ ذَلِكَ الْيَوْم هَاجِسًا يُرَاوِدُني
كُنْتُ أَرَاهُ مَاثِلاً أَمَامي في كُلِ وَقْتْ ،،
كَانَتْ أَقسَى الْمَحَطّات التِي مَرْرنَا بِهَا ،،
ورُغْمَ أُسْلُوبِي الْضَعيف في الْكِتَابة
قَرَرت أَنْ أَكْتُبَ تَفاصيل ذلك اليَوْم كَي لا يَغِيبَ عَنْ بَالِي مُطْلَقًا ،،
2010 رُزِقْتُ الْعَوْدَةَ إِلَى هُنَاكْ مَرَةً أُخْرَى ،،
كَمْ تَلَهَفْتُ لأَرَى مَا جَرى عَلى هَذِهِ الْبُقْعَةْ ،،
حِينَ وَصَلْنَا هُنَاكْ ،،
كَانَ مَنْظَر الْحُشُودْ هُوَ أَول الْمٌبَشِرَاتْ ،،
حِيَنَهَا بَانَتْ مَعَالِمُ الْقُبَةْ ،،
عِنْدَمَا نَظَرْتُ لَهَا ،،
أَدْرَكْتُ أَنّ هَذا الْمَكان قَد تَغير جذريا ،،
وبالفعل ،، كَانَت سَامراء هذه السنة مختلفة جدا عن ما رأَيتْ ،،
ولِهَوْلِ الْتَغَيُرَاتْ الْجَذْرِيةْ ،،مُسِحَتْ مِنْ ذاكِرَتي صُورَة سَامرَاء الْسَابِقَةْ،،
عُدْتُ لِأُقْرأ فصولَ الْقَصَةِ عَلى غَيْر عَادتي ،،
حِينَ كُنْتُ أَقْرأهَا كَانَ الحُزْن والأسَى سَيدُ الْمَوقِفْ ،،
الآنْ أحْمِدُ رَبِي فَكُلُ الْمَآسِي الْتِي عِشْناها هُنَاكْ،،
هِيَ الآنْ مُجَرَدُ ذِكْرَى لا أَكْثَر ،،
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
صدق الله العلي العظيم