الأربعاء، 11 مارس 2009

|| إنها سامراء - الفصل الاخير ||

تكملة ما تقدم ،،


للاطلاع على الجزء الثاني من القصة ،،

http://fatooy.blogspot.com/2009/03/2.html



-------------------

وحدي ،، جلست على اذيال كرسي في صالة الفندق ،،



أراقب الوضع عن بُعْد ،،



بإنتظار الحكم الأخير ،،



فالأمر بين جزر ومد ،،



ولا ندري ،،



هل سنغرق في بحر ،،



أم سنظل على رمال الشاطئ ،،



تكاد الساعة تنفجر من سرعة عقاربها ،،



هي الثانية ظهرا ،،



والى وقتنا هذا لم تصدرالموافقة الأخيرة من السائق ،،



كَثُرَ اللغو ،،



وبت لا أسمع سوى ضجيج ،،



ولا أدري ماالذي يحدث ،،



أحد النسوة قادمة من قلب المعركة ،،



جلست بالقرب مني ،،



تنتظر أن أرفع عيناي من الساعة ،،



رمقتها بطرف من عيني ،،



بشغف أخذت تسرد ما حدث ،،



ولا أدري ما قالت ،،



لكنها انتهت عند هذه الجملة ،،



بأن الرحلة قد أُلْغَيتْ ،،



لم أكن لأطيل معها ،،



فالنساء مصدر غير موثوق ،،



ثوانٍ قليلة ذهبت هي لا أدري الى أين ،،



أعدت ببصري الى الساعة ،،



بإنتظارها أن تتوقف عن الدوران ،،



فضياع الوقت ليس بصالحنا ،،



لا زال الضجيج يعتلي ،،



ويبدو أن أخي سئم منهم ،،



تركهم ،،



وما ان لمحني ،،



حتى تقدم بهدوء نحوي ،،



قال لي



يبدو بان الإمام لا يريدنا ،،



هذا ما لا كنت أنتظره ،،



هل الامر بهذه البساطة ؟!



فقط لا يريدنا وانتهى كل شي ؟



لم أطل معه النقاش ،،



بل ولم أسأل ماذا حدث ،،



إني على يقين بأنه أكبر من ذلك ،،



لم تكن نظرة الاستسلام بادية على وجهه



افترقنا ،،



ذهب هو الى حيث لا أعلم ،،



وذهبت الى ذلك السرير ،،



ألقيت بكاهلي عليه ،،



عيناي ترمق السقف ،،



لا زالت جملة أخي ترن في أذني ،،



لحظات تصفية الحساب ،،



أي جرم اقترفنا لكي نُطرَدُ هكذا ؟؟



ماذا فعلنا كي تُغلق الأبواب في وجوهنا ؟!



وحده كميل يتسلسل في مخيلتي ،،



إلهي كيف تطرد مسكينا التجأ اليك من الذنوب هاربا !!



هذا مالم أتصور أن يحدث ،،



هل طُردنا في الدنيا قبل الآخرة ؟!



لم يخيبني الرب في لحظة من اللحظات !!



لم الآن ؟!



فهيهات هيهات انت اكرم من ان تضيع من ربيته ،،،



مرت اللحاظ ،، خيبت عقارب الساعة آمالي ،،



وبقت تتحرك وتتحرك ،،



ثانية وراء الآخرى ،،، إنها الثالثة والربع ،،



لم يبقى على الظلام شيء !!!



،،،،،،



لقد فُتِحَ باب الغرفة ،،



إنه أخي



إنه يشير للذهاب ،،



لم أكن لأصدق لبست نظارتي للتأكد ،،



هل سنذهب !!!



أم خبر كئيب آخر !!!



لم أطالب بأي تفاصيل ،،،



لا أدري أي مكان في العالم سيحويني ،،



هل استسلمت للنوم وهذه محض أحلام يقضة !!







أم إن الأمر حقيقي ،،




ويبدو أني لم أتأخر في استيعاب ما حدث




على عجل لملمت أذيال عبائتي




وخرجت ،،



لم يطردنا الرب ،،



لم يخيب ظني ،،



بخطوات سريعة ،،



نتخطى أزقة بغداد الضيقة ،،



ونمشي نأكل الأرض للوصول الى موقع الحافلة الصغيرة



ها قد وصلت أقدامنا لموقع الحافلة ،،



هناك رأيت من سيكون معنا في الرحلة



يبدو أن العدد قد زاد ،، واظطر الامر لاستئجار حافلة آخرى ،،



لا يهم ،،



الاهم أننا سننطلق ،،



إنها الثالثة والنصف ،،



انطلق السائق بسرعة جنونية ،،



هكذا يتوجب أن يفعل ،،



فليس أمامنا متسع من الوقت ،،







ها قد غادرت أعيننا قباب الكاظميين ،،




ابتعدنا عن بغداد ،،




امامنا طريق طويل ،،




لا عمران !! ولا بنايات ،،




فقط طريق يتوسط خضرة يانعة ،،




وأينما تلقي ببصرك ،، ترى حياة البدو البسيطة ،،




أغنام وأبقار وخضرة وماء ،،




يبدو أن حياتهم تتمحور حول كل هذا ،،




قفزت في ذاكرتي إحداهن ،،




وارتسمت على محياي بسمة عريضة




احدهم ،، انطلقت سيرا على الاقدام لمدة لا أعلم بها ،،




وصادف أول دخول لها للحسين وجودي في الحائر الحسيني ،،




لا زلت أذكر دعاوتها ،،




كانت تصرخ ،،




الله يخلي غنماتي ويكبرهن ويسمنهن !!




وتكمل دعواتها وصيصاني الله يطول بعمرهن !!




وووو




لا يجب عليّ أن أضحك ،،




فهذه حياتها ،، وان مات كل ذلك ستموت هي ،،




لا زالت الطريق طويلة ،،




دجلة يخترق الأرض بماء بدا لي أصفى من الفرات !




ربما صُبّ العذاب على ماء الفرات ،،




كما صَبّ هو العذاب على اولئك ،،




على طول قارعة الطريق




تنتشر مناطق التفتيش ،،




هي بضعة امتار بين المنقطة الاولى والاخرى ،،




ولا سوء في ذلك ،،




هي اجراءات ليسود الامان المنطقة ،،




اللطيف ،،




بأننا كل ما توقفنا عند أي سيطرة ،،




يسأل الشرطي السائق ،،




- من أين قادمون ؟




- ليجيب من الكاظم ،،




- وإلى أين ستنطلقون ؟




- سامراء ،،




- ما جنسية من معك ؟




- بحارنة ،،




وما أن يلقي الكلمة الاخيرة حتى يلقي الشرطي بابتسامة عريضة لنا ،،




ويقلدنا الدعاء والزيارة ويسأل الله أن نصل آمنين ،،




ولم يكن هذا الحوار مع شرطي او اثنين او ثلاثة ،،، جميع من مررنا بهم ما خلا قلة قليلة جدا ،،




كم الوضع مضحك ،،،




يبدو أن شرطة البحرين تتشابه بشكل مطلق مع شرطة العراق !!!!




لا يهم ،،




اطرد السائق كاسرا الصمت ،،




بقي من الوقت ربع ساعة ونصل الى سامراء !!




الكل في ذهول يرمق السائق !!




لم نأخذ في الطريق أكثر من ساعتين ،،




وجميع من كانو هناك قالوا بأن المسافة تتطلب 6 ساعات !!




إنها الخامسة والربع ،،




وصلنا لأرض سامراء ،،




طلب السائق منا أن نضع كل ما نملك في السيارة !!




من تلفونات وكاميرات وأقلام وكل ما نحمل ،،،




نزلنا من الحافلة ،،




والكل لا زال في ذهول !!




هل وصلنا ؟!




عن نفسي لم أكن أحس بأن الأمر على أرض الواقع ،،




ربما هو حلم من أحلامي الخزعبلية !!




رحب الشرطي بنا ترحيبا حارا جدا ،،




وطلب منا الاسراع في المشي كي نصل قبل الظلام




مشينا ،، ومشينا ،،




إنها القبة !!




الجميع توقف ،،




إنها قبة العسكريين !!




يا للهول !!




تقدمنا قليلا ،،




لقد دخلنا مدينة سامراء عن عمق ،،




هاهي بيوت سامراء




وهاهم أولادها وأطفالها ورجالها ،،




لم تكذب أمي ،،




ولم تعظّم شيء ،،




إن أصوت الغناء تتعالى !!




ونسائها نسينَ أمر الحجاب !!




رجالها مرعبون مرعبون مرعبون !! ،، تحس بعمق الحقد في أعينهم !!




حتى أطفالها ،، مُسِحَت منهم علامات البراءة




وماهي إلا أول مأساة ،،،




قليلا تقدمنا




بوضوح تراءت لنا قبة العسكريين !!




رأينا كل ذلك الدمار ،،




هذا ما قصم ظهري !!




أغمضت عيني ،،




بانتظار ان تتغير اللقطة ،،




فأنا لست من محبي أفلام الرعب !!




فتحتها مرة أخرى ،،




وقد اقتربنا اكثر ،،




بانت المأساة أكثر ،،




دقات قلبي أخذت في التسارع !!




يبدو أن الهواء انتهى في هذه الأرض !!




أين الشيعة عن هذه المأساة ؟!




أين ارتحلت ابصارهم عن هذه البقعة ؟!




هل أنا في حضرة إمامين ؟!




لا يبدو الأمر كذلك ،،




فالأرض دمار ودمار




حطام وبقايا آثار




على عجل اخذنا نظرة سريعة ،،




بعد قليل ،، سيعتلي صوت الأذان ،،




لذا يجب أن نتهيأ ،،




لا زلنا في الصحن ،، ولم نتعمق للداخل !!




،،،،




تهيئنا ودخلنا ،،




على جنب وُضِعَت شاشة بلازما كبيرة ،،




يُعْرَضُ فيها المرقد قبل وبعد الهدم !!




ومراحل الإعمار والبناء !!




كم من الحزن حوَتْ سامراء !!




الآن حان موعد الأذان ،،




وبشغف انتظره ،،




فأذان المراقد يضفي احساسا بالطمأنينة ،،




مرة واحدة




ومن دون أي مقدمة ولا عرض ولا خاتمة




ابتدأ الأذان !!




صوت مرعب لأبعد الحدود




تمنيت لو أن المكبر ينفجر وينتهي هذا الصوت المتعجرف !!




يا لهذه الجرأة !!




وعند الإمامين يعتلي أذان سني !!




على أي خلقٍ أنتم !!




أي دين هو الذي تنتمون له !!




لِمَ الربُ لم يعاجلكم بعذابه !




لِمَ الأرض لا تبلعهم وننتهي منهم !!




وعندما سمعت الاذان




لم أستنكر فعلتهم الشنيعة !




بل ولم اتصور منهم ان يفعلوا اقل منها !




حقيرون ،، الحقد يملئ قلوبهم ،،




طُبَعَ على قلوبهم فهم لا يفقهون !!




لم أستأ يوما من اخواننا السنة كقدر استيائي في ذلك اليوم ،،




بحق تمنيت فنائهم ،، والتخلص منهم !!




لم أعد أتحمل أفكارهم الغبية التي لا أصل لها !!




فقط مناجاة لله أن يظهر من يريحنا من كل هذه المأساة !!




تستمر المأساة الى داخل القبر ،،




بضعة خطوات فقط ،،




ووصلنا للقبر ،،




أين الشباك ؟




أين الذهب والفضة ؟




سياج من خشب وُضِعَ عليه قطعة خضراء !!




وياليتها قطعة فاخرة !!




قطعة وكفى !




وعلى رغم كل الخراب الموجود ،،




رائحة المراقد لم تختفي من هناك ،،




الشيء الوحيد الذي أنعشني ،،




وقربي ممن أواليهم ،،




و تلك الرائحة ،،




إن الوقت يداهمنا ،،




فالليل قد أسدل ستاره ،،




وبعد قليل ستبدأ رحلة العودة ،،




وحدي ،، رحتُ اطوف على المرقد ،،




اسعى هنا وهناك




ترقب عيناي ذلك الالم ،،




رافقني اخي في نهاية الجولة ،،




أراني مواقع القنابل التي وُضِعت ،،




هي 6 قنابل مرقمة من الواحد الى الستة !!




وضِعَت حول حضرة العسكريين !!




من يرى مواقف القنابل




يدرك بان التفجير لم يكن تفجيرا عاديا




خطة خبيثة مدروسة ،،




عقل دبر لكل هذا ،،




وأموال طائلة بُذِلت لذلك ،،




وماعلى الانسان الا ان يهز رأسه ضاحكا على هذا القدر !!




زرنا هناك مقر الإمام المهدي قبل زمن الغيبة ،، أي على حياة والده ،،




لم يطل التفجير هذا المكان ،،




ما خلا قليل من السقف وقليل من هنا وهناك ،،




يطلب الوصول لمكان الإمام النزول على درجات كبيرة الارتفاع




لا اذكر عدد الدرجات لكن كان المقر في باطن الأرض ،،




والانتهاء من زيارة هذا المكان الطاهر




تنتهي الرحلة !!




لقد تأخر الوقت ويلزمنا العودة !




ودعنا ذلك المكان الطاهر




وكلنا شغف بالعودة له في حال أفضل من هذا الحال !!




وبذلك ،، تنتهي رحلة سامراء !!




ولم ينتهي الوجع !!




لا أذكر أرضا سددت سهاما مؤلمة كهذه الأرض !!




مؤلمة الى حد التوجع !




ولا ادري




تخونني كل الكلمات !!




وتهرب مني حين أطلبها ،،




لذا ،،




الى هنا ،، تنتهي فصول الحكايا




على أمل أن تَصِلوا لتلك البقعة الطاهرة




وان نعود لها في حال أفضل من هذا الحال ،،







------


انتهى


12/3/2009 يوم مولدي ،، عسى أن تكون سنة عز عليّ ،،


حدثت فصول هذه الحكايا في تاريخ 20/2/2009 - الجمعة


على وقع

http://www.box.net/rssdownload/117925955/Green%20Eyes.mp3


لمن يريد أن يراقب المأساة


http://www.alkadhum.org/ar/article294.html


دمتم بعز الله ،،

ومعذرة على الإطالة


الأحد، 8 مارس 2009

|| إنها سامراء 2 ||

تكملة الجزء الأول
للاطلاع على الجزء الأول


نكمل ما تقدّم ،،

وبعد نقاش لم يتسم بالطول ،،

استسلم الجميع لما أسموه قدر مكتوب !

وقرروا العودة ،،

فما كان من السائق

إلا أن يعكس وجهته

ويطلق العنان الى اتجاه آخر ،،

لحظة صمت عاشها الجميع

علامات الوجوم تطغي على كل من في الحافلة

أصوات بكاء تتعالى لما قد حل !!

فالعودة الى بغداد يعني بأن أعيننا لن تلامس هذه البقعة ،،

فلا مجال لزيارة سامراء إلا هذا اليوم !

ورغم ذلك ،،، عدنا

هكذا كانت رحلة العودة الى بغداد

هادئة خالية من كل تلك الإظطرابات !!

لم تتوقف الحافلة ولا لرهن دقيقة !!

غريب أمرها !!

رحلة الذهاب مليئة بمحطات التعطل !!

ورحلة الإياب خالية منها !!

نمر كل دقيقة بالاماكن التي توقفنا فيها !!

وهي لا حد لها

وبانتظار ان تتوقف الحافلة لنُبّرر سبب عودتنا

ولكنها أبت إلا أن تشق طريقها من دون كلل الى بغداد

هدوء غريب طغى على كل من وُجِدْ ،،

صمت ساد كل أركان الحافلة ،،

أيقن الجميع بأن الأمر أكبر بأن يكون عطل في حافلة !

فالأمر متعلق بما هو أعمق ،،

بقوة غريبة !!

هكذا أصبح الجميع يسترجع مافعل !!

وبعد صمت وصمت وصمت ،،

انفجر تلكم الأفواه بما صمتوا به ،،

هذه تقول بأنها لم تنوي الذهاب لسامراء لأن البعض اخبرها بأن الحافلة ستقف عند مكان بعيد من الحرم
ومسافة المشي طويلة جدا ولا توجد اي سيارات !!

أخرى تقول بأنها خائفة من التفجيرات وهي فزعة من ذلك وقررت عدم الذهاب لكن أصحابها شجعوها على ذلك !!

وهكذا ظهرت تبريرات الجميع

الخوف وحب التفاخر سلب صفاء النية من قلوبهم ،،

فهناك فرق بين الزيارة عن قصد الزيارة !!

والزيارة عن قصد فخر الزيارة !!

كم نحن غرباء بني البشر !!

المهم في الموضوع

بأن طريق العودة أوضح نوايا الكثير ،،

وأزاح القناع عن وجوههم ،،

عدنا من حيث أتينا !!

عدنا بالحزن وبالحسرة إلى أرض بغداد !!

من لم يكن حلمه الوصول لهناك لم يحزن !!

فالذهاب وعدمه واحد !

ومن سار مع حشر مع الناس عيد

لم يضجر ولم ترتسم في قلبه المأساة !!

هكذا يُكْشَفُ الناس !!

عندما عدنا ،،

دخل الجميع الى غرفهم

ونسوا او ربما تناسوا الموضوع

الا ان من في قلوبهم قرحة للوصول الى هناك

لم يفقدوا الأمل في الوصول الى هناك ،،

لتكونوا في الصورة ،،

يتطلب الذهاب الى سامراء الخروج باكرا في الصباح

وذلك لعدم الوصول لها او الخروج منها في المساء

لأنها كما عبر البعض عنها منطقة خطيرة ! ولا أمان فيها

لذلك في يوم رحلتنا خرجنا من الساعة التاسعة صباحا وهو وقت متأخر نسبيا

وعدنا بعد معاناة الحافلة الساعة الواحدة !!

والمعنى من كل ذلك ،،

بأنه لا يمكن أن يفكر أحد في التوجه مرة اخرى لسامراء في نفس اليوم !

كما ولا يمكنه التوجه لها في اليوم التالي

وذلك لأن اليوم التالي هو موعد انطلاقنا من بغداد والتوجه للنجف

واذا ارتحلنا للنجف

تصبح الرحلة طويلة جدا من النجف الى سامراء

ومن الممكن عدم وجود مواصلات !

لذا من يرى كل هذه المعطيات

يعتقد بأن المنافذ جميعها مسدودة !

ولا مجال للتفكير بحل !

إلا أن ملامح الإصرار والعزم

بدت واضحة الملامح على وجه أخي ،،

وأبى إلا أن ينطلق لهناك !!

مهما كلف الأمر ،،

ولو على قطع رقبته !!

وبعد تفكير وتدبير وووووو

ومعاناة في العثور على المواصلات

وعدم وفرتها لأن الوقت ججججدا متأخر،،

عثروا على حافلة بسيطة ذو 9 ركاب

وافق صاحبها على ايصالنا الى أرض سامراء ،،

هكذا تهللت الوجوه بالفرح ،،

وعادت البسمة مرة أخرى ،،

هناك أمل بالوصول لهناك ،،

طالت النقاشات مع صنف الرجال ،،،

والجميع مصر على أن الوقت متأخر

وبان رحلة الذهاب مرة أخرى ستواجه الكثير من المخاطر

وبأننا سنلقي أنفسنا للتهلكة

وكثرت الأقاويل في ذلك المكان ،،

كل يفتي بما لا يعلم

وكل يحاول اقناع من قرر الذهاب بعدم امكانية الوصول لهناك !!

!!!

لا زال الاصرار يرسم طريقه ،،،

ثلة بسيطة قررت الذهاب

وضربت الأقاويل بعرض الحائط ،،،

نكمل في المرة القادمة إن أذِنَ الله لنا ،،

ومعذرة على الإطالة

سأعمل يوما على الاختصار :)

دمتم بعز الله

الخميس، 5 مارس 2009

|| إنها سامراء1 ||

هي الذكرى ،، تكلل حياتنا ،،

ونعيش في نبضها ،،

إن تسمَع ولا ترى ،، فذاك شيء ،،

ولكن إن ترى بأم عينيك وتسمع بملئ أذنيك فذاك الألم بعينه !!!

وقبل لا أدري بكم ،،،

شد الرحال والدي وأمي إلى هناك !!

لم يكن الأمان يفرش طريقه بانتظار وصولهما !!

فالوضع مأساوي أكثر !!

ورغم كل ما كان رحلوا

ولم يكتفوا ببضع سويعات او ليلة بل أقاموا العشرة هناك !!

لكم حدثتني أمي طوال طريق الطائرة عن هذه البقعة !!

وماعليّ أنا إلا أن أهز رأسي اشارة لها بأني معها في الحوار !!

ولم أعهد أمي تعظم الأمور !!

لكنني أحسست من كلامها بان ما تقول محض خيال ربما اختلطت عليها الذاكرة وانتجت كل هذا الكلام !!

كيف لمن يجلس في حضرة أحد أئمة الهدى أن يسمع صوت غناء !!

هل هذا من المعقول ؟!


لا أدري ،، ربما الموضوع عند البعض عادي لما لاقى هؤلاء من قلة احترام !!

لكنني لم أعهد الى يومي هذا هكذا شيء !!!

فبغداد التي هي بغداد لم نسمع بها وقع غناء اثناء انطلاقنا لللكاظميين !!

هذا وبغداد العاصمة !!

لا يهم !!

تشربت من أمي كل ما قالت !! ووضعته في عقلي انتظارا لأن ان اصحح لها المعلومات

وبأن أعود لها وانا في نشوة الانتصار لأخبرها بأن ما تقول محض خيال لم يحدث !!

عزمنا الرحيل لسامراء في ذلك اليوم !!

بداية يوم هادئ من شرفة الغرفة

حياة طبيعية لأبناء بغداد

هنا يباع الخضار وهناك تباع الحلويات وبالقرب منا ذاك الخبز النجفي !!

صوت دعاء الصباح يُسمَع من حضرة الكاظميين !!

نبرة لا مثيل لها !! واحساس بلذة الحياة بالقرب من هذا الحرم !!

ها قد حان وقت الانطلاق !!

فالحافلة في انتظارنا !

سرنا وكلنا لهفة للوصول هناك !!

من اول ولهة حافلة لا مثيل لها المسافة بين الكرسي والآخر مسافة يمكن للمرء أن يرتاح فيها !!

رائحة زكية ،،، بل وحتى قماش الكرسي كان فاخراً ،،

كم تعجب الجميع فالمسافة من بغداد الى سامراء لا تزيد عن 4 ساعات

بينما المسافة من البصرة لكربلاء لا حد لها !! وكيف الفرق بين هذه الحافلة وتلك !

لا يهم ،، كلها شكليات لا أهمية لها ،،، الأهم أننا سنصل !

انطلقنا بعد الصلاة على خير البرية ،،،

نبذة مختصرة ألقاها مرشدنا عن هذه البقعة وما جرى عليها إنها سامراء ويكفي اسمها ليوضح ما بها من ألم ،،،

انطلقنا هي 10 دقائق لا غير توقفت الحافلة !!

خلل طبيعي ،، فنحن في العراق !!! ولا داعي للاستغراب

دقائق وتوقف مرة اخرى !!

لا زال الأمر طبيعي فنحن في العراق !!

استمر الأمر بنا ،،، مرة ومرة ومرة ومرة !!

ولا أدري مللت من احصائها !!

لم الامور متعسرة هكذا ؟!

هكذا استسلم البعض للأمر الواقع ،،

وقرروا العودة ،، والتوجه الى بغداد مرة أخرى ،،، وزيارة العسكريين عن بعد !!

هكذا واحد بعد الآخر انسحب وعادت القافلة بمن فيها !!

لا زلت في صدمة الأمر !!

لقد عدنا !!

استسلمنا لبضعة محاولات فاشلة !!

كم نحن ضعاف نفوس !!

أيمنعنا الوصول الى هناك سكراب بسيط !!

يبدو اني اطلت الحديث !!

لم الكلمات تخرج مني من غير ان احتسب !!

ولم لا !!

لا أذكر أن بقعة سددت سهام آلامها في قلبي كسامراء !!

ان عشت الى لا ادري متى ساكمل الرحلة

وان لم اعد فرحلتي هي إن سامراء من أولها لآخرها ألم وألم وألم ،،

الثلاثاء، 3 مارس 2009

|| آَه يَا الْنَجَفْ ،، يَا رُوحِي ||




ولم أدرك بأنكِ كذلك يا عراق ،،



ولم يخطر بعقلي بأني سأعشق تلك الأرض إلى حد الموت فيها ،،



لا اتذكر أني فارقت شيئا بهكذا حرقة ،،



سوى جثة أبي ،،



كم كنت مشتاقة للسفر هناك ،،



لكني لم أتصور بأنني سأتشبث بها لهذا الحد !



و أسفي ،، بأنني عدت هنا ،،



لم أعد أشعر بالإنتماء ،،



فكل شيء غريب !!



أو ربما أنا الغريبة !!



كيف لانسان ان يصعد الى اعلى القمة ،،



وينحدر من غير سابق انذار لأسفلها ؟!



بعد أن عشنا على وقع الموت عشرون يوما ،،



نعيش ما تبقى من حياتنا هنا على أحاديث متشبثة بحبل الدنيا القصير !!



وما ضير أن تكون غريبا في هكذا حديث !!



خذيني إليكِ يا أرض النجف ،،



وادفنيني هناك ،، أينما كان ،،



على احد بوابات حضرة الأمير ،،



وليطوف الزائرون بأقدامهم على قبري ،،



فأقدامهم باركها إمام الإنس والجن ،،



أو في مقبرة الغري ،،



عند ذلك القبر الأخضر ،،



بقرب هود وصالح ،،



ولا ضير ان يكون على اطراف المقبرة



ومن دون اي بناء فوقه



فقط لوح من الأحجار ،،



أو ربما بالقرب من كميل بن زياد ،،



أو أو أو ،،



أرضك رحبة لمن أحبكِ ،،



أحببتكِ من الأعماق ،، فلتشيري بحبكِ إليّ



حلم وأمنية ،، وحده الله قادر على تحقيقها ،،



إن لم تحدث ،، فروحي هناك ترفرف حول قبر الأمير ،،،



اللهم انا نسألك العود ثم العود ثم العود ،،