الخميس، 16 أكتوبر 2008

|| حزينة انت ،،، ||


اليوم ،، مررت بتلكم الملفات المنسية القديمة ،، وغدوت اتجول بحضرتها ،،
انها خربشاتي ،، وكتاباتي ،، وخواطري ،، وأشعاري وكل ما كان يجول في مخيلتي
لا تبدو كما كانت ،، كانت في الماضي اقل حزنا وأكثر كلاما ،،،
حينما كتبتها ،، كنت اعيش تلكم اللحظات ،، ولكم كان الألم يطعن بقلبي ويمزقه اربا اربا ،،
اليوم هي أكثر ألما ،، أكثر حزنا ،،
تمنيت لو انني احرقت هذا الملف وتخلصت منه بأي طريقة ،،
الآن وقبل ان اتهور ،، أضع احدى تلكم الخربشات هنا ،،
حزينة انت يا ليلة النصف من شعبان ...في كل عام تضجين بالفرحة والسرور تحلقين فوق السحاب لشدة فرحك ..تُسمِعيننا سيمفونية السعادة ... ضجيج يملأ البيت .. أطفال وكبار يقصدون بيتنا ليهنئوا لنا بهذه المناسبة العطرة ويأكلون من مضيفنا .. وكأني بزغردات الأطفال تنشد وبصوت مرتفع (قريطططو حلاوة على النبي صلاوة ) وأنوار بيتنا تضوّي المكان فتضفي عليه لمسة الحب والحنان ...
ولكن ماذا حل لك يا ليلة النصف!!!.. أرى ملامحك الخضراء قد سقطت كأوراق الخريف ها انت ذا ترتدين فستانك الأسود وتطفئين في قلبي أجمل شمعات حياتي كل مظاهر هذه الليلة قد اختفت...الكل هنا في صمت ولا يعكر هذا الصمت إلا ضجيج الصغار الذين يرتجون (الدكسبال ) وأي دكسبال هذا ؟؟ هاهم الناس يقدمون وبكثرة ولكن لماذا ؟؟ ليسوا للتهنئة بالتأكيد فكل من يدخل بيتنا تغرورق عيناه بالدموع .. أين حج علي ؟؟ أين إيمان ؟؟ أين حبيب أين محمد ؟؟؟الكل اختفى في غيبوبة هذا العصر ... ولكن ارتجيك يا ليلة النصف من شعبان أن تعودي كما كنت زاهية الملامح .. وأرتجيك لتعودي مع كل من كان معك ..... أنا فعلاً أرتجيكِ
كتبتها حينما كان والدي على فراش المرض يتكبد كل ذلك الألم ،،
كنا لا نملك سوى الدعاء والأمل ،،، ورغم كل ما قرأت عن مرضه بقيت متفائلة ،،
ومتفائلة ومتفائلة ،،، حتى قبل موته بثوان ،،، كان بريق الأمل يلمع في عيني ،،
ترجيتها ان تعود ،، وكنت اترجاها بعنف ،، ذرفت كل ما املك من دموع ،،
دعوت ربي من اعماق قلبي السحيقة ،،
لكنها ذهبت ادراج الرياح وذهبت كل تلكم الآمال والأحلام ،،،
رحل والدي ،،
ورحلت البسمة ،،
وبقت ذكريات سعيدة تداعب دموعننا الحزينة ،،،
ولا ادري هل هو غباء ام انني لا زلت في صدمة الأمر
لا زلت متفائلة ،، وسأبقى متفائلة
والدي ،،
سألقاك يوما ما ،،،
الفاتحة على روحه ،،،

ليست هناك تعليقات: