الجمعة، 17 يوليو 2009

|| يا باب الحوائج ||

يا باب الحوائج ،، يا موسى ابن جعفر


بلحن بسيط غير متكلف ترتلها امي كثيرا كثيرا


وهي من جملة عبارات كثيرا ملازمة لها


الا انها ترددها كثيرا


وان كان الامر يتعلق بحفظ العبارات


فانا واخوتي نحفظ كل عبارات الوالد والوالدة عن ظهر قلب


الا ان الامر اكبر من ذلك


فشتّان بين من يرتل بإيمان


ومن يرتل تقليد


في الحقيقة كثيرة تلك العبارات نرتلها من دون وعي لها


و استمر اللاوعي بهذه العبارة كثيرا كثيرا


وتوقف حين ادركت بحق بأنه باب الحوائج وأنه لا يرد سائله


وما أسبغ عليّ بالتمسك الشديد هو قراءة حياة الأئمة في قصص روائية لكمال السيد


والتي كان من ضمنها ( على الجسر ببغداد )


كسابقه من الكتب كان رائعة من روائع كمال السيد


استمتعت كثيرا بقراءته وفتح لي آفاق جديدة في حياة موسى بن جعفر


ورغم المامي السابق بحياة الامام وما جرى عليه الا ان الأمر اصبح مختلفا بعد القراءة


حين كنت اقرأ الكتاب


ايقنت عشق اخوتي أيام التسعينات الى قصيدة تسمى ( ثأر موسى في جبيني )


والتي احفظ مقاطعها عن ظهر قلب الى هذا اليوم وارتلها كثيرا كثيرا


لأنني أتذكر جيدا زياراتنا لأخوتي في السجون ،،


كانت ترافقنا طول الطريق


وخصوصا مع حبيب في زيارتنا الى محمد ،،


إن آلام الأئمة تتجسد الى هذا اليوم في كل موقف في مواقفنا


فالظلم الذي تعرضوا له نفسه الآن نتعرض له نحن الشيعة


والمحاولات الجاهدة في محو خطهم لا زالت الى هذا اليوم مستمرة


ونفس السم الذي دُس لهم نفسه يدُس الآن الى الشيعة


وعينه السيف الذي قُتِل به الحسين نفسه الآن يقتل به آلاف وملايين من الشيعة


ولا زال سجن الكاظم يتجدد يوما بعد يوم


وما آهاتنا إلا ذرات بسيطة من آهات أئمتنا ،،


قَدّر الله وأنعم على عبدته الفقيرة برحلة روحانية الى رائعة من روائع هذا العالم


إنها أرض العراق


إنها الأرض التي تجعلك تعيش عبق الماضي بشكل غريب


حين تمشي بين أزقتها وترى معالمها


تستحضر بروحانية كل الوقائع التي حدثت


فترى هنا نهر الفرات وهناك كف العباس


وهناك التل الزينبي


وكل ذلك يجعلك في قلب وقائع لم اتصور يوما انها حدثت بهذه القسوة


في بغداد


أحسست من أول ولهة بغربة الإمام


جرى في قلبي احساس بظلم وجور عليه


حين دخلت الصحن


كان من افخم المراقد التي زرتها في ارض العراق


يكفي ان ترى تلك القبة الغراء


انها من الذهب الخالص لدرجة انك ترى انعكاس المنارات على تلك القبة


الصحن يضاهي مستوى صحن صغير من مرقد الامام الرضا


الاختلاف انه هناك ترى المكان مكتض بشكل رهيب


وهنا لا يوجد احد !!


ويبدوو باننا تقدمنا على الحملات البحرانية


فلم التمس اي حركة ونبض في هذا الصحن


لازالت بقلبي ذكرى ليلة جمعة مع مرقد الكاظميين


حينها وبعد وجبة العشاء انطلقت متاخرة نسبيا الى الصحن


فالساعة التاسعة ليلا هو وقت متأخر في بغداد قرب الحرم


لا ترى حركة العاصمة هناك


تشعر بالوحدة والخوف ينتابك


الا انني كنت اقوى من كل ذلك


ووصلت الى منطقة التفتيش


لقد كان المكان خاليا عن آخره


لم يكن هناك اي احد


وحدي انا فقط


وبضعة من خدمة هذا الصحن الشريف


كنت اعتقد بان وقت الزيارة انتهى


الا انني كنت مخطئة


فلا زال باب الحضرة مفتوح


ولكن لا احد هناك


لن اكمل !!


فلا شيء يصف تلك اللحظة


!!!


ورغم احساسي بأن لا وجود لليلة جمعة اخرى كهذه


الا انني اتمناها


انا حقا اتمنى فقط ان تُعَاد عليّ تلك اللحظات


مرة اخرى واخرى


اصنفها من احلى لحظات عمري الدنئ


حين عدت هنا الى ارض البحرين


كنت احس الدنيا غريبة بمن فيها


احسست بوحشة غريبة لم اشعر بها مسبقا


وربما يتذكر البعض حالتي اول الاسابيع فلا طاقة لي للكلام


ولم اكن اشعر بمرح الحياة مثلهم !!


كنت ارى فقط قباب ومشاهد امامي !!


وحينها اعدت قراءة الكثير من الكتب التي تتحدث عن واقعة الطف


وعن بعض الاحداث في ارض العراق


وأول ما بدأت به


هو على الجسر ببغداد


أشهد ان القراءة في المرة الاخرى كانت قمة في الانغماس في الحدث


لقد رأيت كل الاحداث تسير أمامي


!!


يا لهولها من احداث ،،


وحقيقة كل ما قلت اعلاه هي مجرد - هدرة - غير مرتبة الافكار لانني احمل الكثير ولا ادري من اين ابدا ومن اين انتهي ،،


وربما يجدر بي الانتهاء بهذه الصورة


انها وداعية الامام في صباحية كانت حزينة جدا


لقد كان الحرم ذلك اليوم على غير عهده فالحملات الايرانية بدأت بالتوجه للكاظميين


فدبت الحياة مجددا ،،


حين رأيت ذلك المنظر فقط


احسست بالاطمئنان !!!


واغمضت عيني


وانطلقت بعيدا عن الامام


!!


اللهم نسألك العود ثم العود ثم العود


اللهم بحق الأسير فك أسرانا وأسرى المؤمنين والمؤمنات


اللهم بحق باب الحوائج اقضي حوائج المؤمنين والمؤمنات


نسالكم جميعا الدعاء


ورحم الله من قرأ الفاتحة لروح الحاج علي حسن مهدي والمؤمنين والمؤمنات







هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ما شاء اااه
كتابة رائعة
أحسست أنني في العراق وفي أرض الخلود والإباء
واصلي
أنا على طول أقرأ