السبت، 9 يناير 2010

| أماكن محظورة |



في محيطي ،،
حين يوجد الفن بداخل أي إنسانٍ ( يُقتَل ) ،،
حين تبدأ تُسَطِر أولى خطوات الفن الذي بداخلك ( يسخر الجميع منك )
كذا بدأت أنا مع هوايتي

في الحقيقة اعتدت في حياتي أن تكون بداياتي قوية ،،
في ذلك الوقت خانتني البداية وأصبحت من أسوأ البدايات ،،
لا زلت أتذكر سخريتهم ولا زلت أذكر الكم الهائل من التحبيط الذي أحاطوني به ،،
مضيت وأنا أتغافل عن كل ذلك ،،
تَمر أيام حياتي وأنا احتفظ بفني لنفسي ،،

أبعثره هنا وهناك خشية أن يندثر ويغيب ،،

لم أكن أعلم بأن بعثرته في عالم الشبكة الإلكترونية سيفتح أمامي آفاقًا واسعة ،،

من حيث لم أحتسب ،،

بدأ ذلك الفن يتعمق في قلبي أكثر وأكثر ،،

بدأت أرى نفسي فيه كثيرا ،،

وأراه يعكسني الى حد يحيرني ،،

حينها بدأت أبحث في أرجاء هذا البلاد عمن تشاركني هذا الفن والإحساس ،،

وأصبت بالإحباط حين علمت بأنهن لا يتعدين أصابع اليد !!

في الحقيقة ،، لم أكن أبحث عن كل النساء المصورات ،،

كنت أتحرى عن زينبيات مصورات ،،

ولم أجد إلا القلة القليلة ،،

وكل هذه القلة ،، أحتفظت بفنها لنفسها أو شاركت به في نطاق ضيق جدا ،،

حين تبدأ بسؤالهن ،،

يطرحنّ أجوبة غريبة ،،

لا أدري ،،

هل غياب المرأة الملتزمة عن ساحة الفن هنا يعني أنها ملتزمة ؟ ويبدأ إلتزامها ينخفض حين تختلط بهذه الأجواء ؟!

هل تحتاج المرأة الزينبية أن تتواجد في جو ديني بحت لتكون زينبية الخطى ؟!

لماذا نعتقد بأن اختلاطنا بالأجواء المُعدمَة دينيا يعد انحرافا ؟

كثير من الأسئلة التي لم أجد لها الى يومنا جوابا مقنعا ،،

لماذا نختار أن تؤثر علينا الأجواء المحيطة بدل أن نكون نحن المؤثرين فيها ؟

لا زلت ألقي اللوم على كل هؤلاء الفتيات اللاتي يحتفظن بأنفسهم وبالقدرات التي يحملنها في نطاق ضيق جدا ،،و أعتقد أنهن المسؤولات عن غياب المرأة الزينبية في الساحة الفنية في هذه البقعة الصغيرة ،،

أرى بأن كل زينبية تحمل بأخلاقها ،، بلباسها ،، بتعاملها ،، بفنها ،، بكل ما هي عليه ،، تحمل رسالة زينبية عظيمة ،، وعليها أن تسعى جاهدة لأن توصلها الى الجميع ،، ولا أدري ما الجدوى من أن تكرر إرسال الرسالة لمن هنّ على نفس الخطى والنهج !!

كيف وصلت رسالة زينب (ع) وبقت الى هذا اليوم تضج بما كانت تقول ،، لأنها اختارت الوقت والزمان والمكان المناسب لذلك ؟!


قد حان الوقت لتغير النهج ،،

حان الوقت لأن تصل هذه الرسالة الى كل من لم تصل إليهم من قبل ،،


إن أكثر ما يؤثر عليّ ،،

هو حينما ألقى نفسي وحيدة في الكثير من الأماكن ،، وأرى بوضوح علامات السؤال والاستعجاب تنتشر حول الكثير ممن هم محيطين بي ،،

والواقع ،،

بأن الأمر لم يعد كذلك ،،

فهم اعتادوا على وجودي بينهم ،،

،،

الآن ،، حان الوقت لنوضح لكل هؤلاء

بأنه يوجد في الضفة الأخرى من هنّ على مستوى عال من الثقافة والفن ،،

أنا أحلم بذلك اليوم الذي أرى نفسي غارقة بين كل أولئك الزينبيات في الأماكن التي قد تبدو عند الكثير - أماكن محظورة - ،،





ليست هناك تعليقات: