الجمعة، 26 يونيو 2009

|| أقسى من الموت ،،||

للإستماع ،، ذكريات سفر

في أحد صباحات كربلاء المقدسة
في الخامس عشر من شباط لسنة 2009م
خرجت كعادتي أستنشق نسيم الصباح في أرض العراق
هنا الخباز ،، وعلى بعد مسافة قليلة استيديو ذو شعبية كبيرة
على يدي اليمنى بسطة الحائري
لقد حفظ الرجل العجوز هناك شكلي ،،
ورغم أنه يبيع الشاي
إلا أنه يقدمه مجانا لي ،،،
بالأحرى آخر فنجانين فقط !!
بعد احتساء فناجين الشاي ،، القيت التحية على الـــ عمووو ومشيت
مررت وكلي نبضٌ أَحَبَ هذه الأرض ،،
عشقت كل شيء فيها
رائحة الحرائق ،، رائحة الموت والفقر ،،
كل ذرة من ذرات هذه الأرض تزيدها بريقا وبهاء ،،
خطوات ووصلت الى الحي المقابل لنا ،،
إنها مسافة بعيدة ،،
لقد سهوت وأنا أتأمل الحياة هنا ،،
انتهى المطاف بي الى زاوية ضيقة جدا
تضج بالزائرين لقبور أبطال كربلاء ،،
جلست ،، أنظر يمنة ويسرى
جذبتني عن بعد عربة عليها أحدهم مُسَجّى ،،
راقبتها مطولا ،،
مطولا جدا ،،
راح الوقت سُدى وأنا ارقبه ،،
لم يحرك ذلك الفتى ساكنا ،،
بقى صامتا
اقتربت قليلا ،،
اصبحت أكثر قُربا ،،
كل ما كنت أنوي هو أن ألتقط صورة !!
وحين وقفت أمامه
رفع عينيه لينظرني بتلك النظرة
استدرت خجلا من عيناه ،،
طأطأتُ رأسي ،،
ومشيت ،،
خطوة ،،
خطوتان ،،
ثلاث ،،
توقفت ،،
أغمضت عيني
وجمعت كل ذرات القوة في جسدي ،،
و استدرت مرة أخرى
أحاول أن أقترب أكثر ،،
ولا أدري لم أستطع فعل ذلك ،،
كنت أخشى شيئا ،،
ولا شيء يدعو للخوف حينها
لكنني خشيت !!
رفعت يدي اليمنى ،،
كنت احمل ما يُسمى بكاميرا
على عجل لمست بقوة أحد أزرار الكاميرا
والتقطت لقطة ،،
عدت لمكاني الأول ،،
نظرت الى الصورة بعمق ،،
فقررت أن أعود لألتقط صورة كما كنت اريدها وكما رسمتها في عقلي ،،
وبالفعل
وقفت وكلي عزم بفعل ذلك
انطلقت مقتربة
أنني أسير نحوه ،،
وصلت ،،
جلست في مستواه
نظرت اليه بعمق
بعمق شديد ،، شديد جدا
حَرّك في مقلتي دموعا غزيرة ،،
لأقف على طولي ،،
وأرحل بعيدا جدا عنه
،،

هناك تعليقان (2):

Fatima Mohsin يقول...

موجعة الصورة !
تمامًا ككل ما يتعلق بتلك الأرض .. !

a7med يقول...

:( ..آآه
تأملتها كثيرًا ..وأعلنت بصماتـ إعجابي بها ..
حتى حارت في رأسي التساؤلات
فجرت مياه العين جريانها في الأنهار..
مُحزِنٌ ذلك المنظر ..
لا أعرف، كيف أستطعت العودة مجددًا ..
أو النظر في عينيه البريئتين ..
لا يجول ببالي كم بقي على تلك الحالـ ..
او كم طال جلوسه :( (( لأنه احنه اذا متمللين خمس دقايق ما نعرف نقعد ))
لا شك بانه كان يخفي آناته في عينيه ..

أثابكم الله اختي الغاليه..
تسمحين لي اخزنها ؟